جماهير كردستان بحاجة الى الدعم العالمي!
بعد عقود من القمع واعمال القتل الجماعية والتدمير التي فرضتها الحكومات الشوفينية المتعاقبة عليها، عقدت جماهير كردستان في 25 ايلول-سبتمبر، ورغم كل الضغوطات والتهديدات الكبيرة والواسعة الداخلية والاقليمية والعالمية، وقررت باغلبية الاراء على التصويت بنعم لانفصال كردستان واستقلالها.
بعد قرار جماهير كردستان هذا، قام الحكام الشوفينيون والطائفيون وكذلك الحكومات القمعية والرجعية للمنطقة والعالم، وارتباطا بمصالحهم ومشاريعهم في هذه المنطقة، وتحت ستار وحجة “صيانة وحدة الاراضي العراقية” باعمال تهديد واسعة، من تهديد اغلاق الحدود والمرور والحصار الاقتصادي وصولا الى اجراء مناورات وعمليات عسكرية، ضد مطلب وسبيل استقلال جماهير كردستان. وان الاكثر فضائحية هو قرار “مجلس الامن التابع لمنظمة الامم المتحدة” الذي عبد الطريق للعبادي والمالكي والبرلمان العراقي وحكومات اردوغان وملالي ايران كي يرفعوا اصبع التهديد بعقاب جماهير كردستان وخلق اجواء الخوف والرعب والقلق كي تتراجع عن القيام بالخطوات اللاحقة لمابعد الاستفتاء. ان مواقف مجلس الامن والحكومات الرجعية للمنطقة وامريكا وحلفائها بينت وبصورة تامة وجلية ان ادعاءات الاحزاب القومية الكردية التي تستند الى سعيهم الدائم لتصوير هذه الحكومات والقوى الامبريالية بوصفها صديق لجماهير كردستان ومدافعة عن حقوق الانسان والامن والسلم في العالم هي تافهة ومبتذلة وعديم الاساس تماماً. ان تاريخ هذه المنظمة والحكومات مليء بالاقرار واقامة الاحتلال والحروب الكبيرة والمدمرة واعمال القتل الجماعية على جميع الاصعدة في العالم.
وجراء مطالبتها بنيل ابسط واكثر الحقوق اساسية، تتعرض جماهير كردستان اليوم للتهديد والضغوطات الواسعة بالتجويع وحتى المجابهة العسكرية. ان الحكومة والبرلمان القومي-الفاشي والطائفي في بغداد، ونظام الملالي الدموي المخضبة اياديه بالدماء في ايران، وحكومة اردوغان الفاشية، شرعت باشكال من المناورات والعمليات العسكرية والتكشير عن الانياب الدموية لمليشياتها بوجه جماهير كردستان بهدف دفع الجماهير للتراجع عن الاستفتاء والخضوع للمطاليب والقرارات المفروضة عليهم.
لقد تصدت جماهير كردستان قبل اكثر من 3 اعوام لبربرية داعش. قبل اكثر من 3 اعوام دافعت عن نفسها وعن المدنية. حاربت قوة وحشية صنيعة امريكا والحكومات الامبريالية والانظمة الحليفة في هذه المنطقة. ولكننا نرى اليوم، يواجه السعي لنيل ابسط حقوقها واكثرها اساسية، اي ارساء استفتاء والقرار حول مستقبلها المنشود، بموجة كبيرة من الرفض العالمي والاقليمي. ان ساد هذا المنطق وطريقة التفكير والعمل، سيتحول مجمل العالم الى اسر اسرى هذه الحكومات القمعية والامبريالية.
ا
يتها الجماهير التحررية في العالم!
ايتها المنظمات العمالية، الاشتراكية والمحبة للانسان!
تواجه جماهير كدرستان اليوم تهديداً كبيرا جراء، وفقط جراء تنفيذ اكثر حقوقها اساسية. اذ ينشد معسكر اقليمي وعالمي كبير كسر ارادة الجماهير المضطهدة هذه واخضاعهم من اجل ادامة الاسر الذي يغطوا فيه عقود مديدة. ان جماهير كردستان بحاجة لدعمكم وتضامنكم. اصدحوا باصوات الاحتجاج ضد هذه التهديدات. مارسوا الضغط على الدول العظمى ومنظمة الامم المتحدة كي تكف عن تنفيذ اعمال التهديد والضغوطات وتكبيل ايادي الحكومات الفاشية الاسلامية والقومية في المنطقة والتي تهدد جماهير كردستان. انكم من هببتهم للدفاع عن جماهير كوباني وسجلتم انتصار البشرية التحررية. اليوم يوم ان تصدح الاصوات بالدفاع عن الانسانية والمساواة وصوتكم الاحتجاجي، وان تهبوا للدفاع عن مطلب جماهير كردستان بارساء دولة مستقلة.
ا
يها العمال والجماهير التحررية في العراق!
ان ماصوتت له جماهير كردستان في استفتاء 25 ايلول بنعم هو فقط اعلان انه بعد عقود من الظلم والحروب واعمال القتل الذي دفعت ثمنه مجمل جماهير العراق، تنشد جماهير كردستان ان تنفصل وان يكونا مع جماهير العراق مثل جارين واصدقاء مدافعين وداعمين لبعض. لكن حكام العراق يريدون ذر الرماد في عيون جماهير العراق. يريدون اضرام نار الحرب القومية والطائفية واعمال القتل الجماعية. انهم يريدون احياء الميراث الفاشي لانظمة الانفال والقصف الكيمياوي للبعث مرة اخرى.
نناشدكم ان لاتبلعوا طعم الضجيج الفاشي، ليس هذا وحسب، بل ان تتصدوا له بكل قواكم وتهبوا للدفاع عن جماهير كردستان ومصيركم المشترك. ان تغلوا ايادي القمعيين هؤلاء من ممارسة الضغط والتهديد على الجماهير. ليس لجماهير كدرستان اي اختلاف او مشكلة مع العمال والتحررين الناطقين بالعربية، ليس هذا وحسب، بل يعتبرونهم بانهم يرتبطون بمصير مشترك معهم. ان الحكومات الفاشية للعراق والحروب والنزاعات القومية للنزعة القومية الكردية والعربية هي من جعلت العيش المشترك لهذه الجماهير امراً صعباً. بعد عقود من الظلم، ينبغي ان تكون جماهير كردستان حرة في تحديد مصيرها. من الضروري ايضاً ان تدعم جماهير العراق هذا الحق الاولي لجماهير كردستان وتدافع عنه.
ايها العمال والجماهير التحررية في تركيا وايران!
ايتها الاحزاب السياسية والمنظمات المدافعة عن الحرية والانسانية في ايران وتركيا!
ان كلا الدولتان القمعيتان والمعاديتان للجماهير، حكومة اردوغان وملالي ايران، تجابهان جماهير كردستان العراق بصورة وحشية وتهددانها على جميع الاصعدة وذلك فقط لانها اتخذت، بعد عقود من الظلم والقتل الجماعي، قرار الانفصال وتشكيل دولة مستقلة في استفتاء عام.
فبالاضافة الى تهديداتهم، تسعى هاتان الحكومتان الرجعيتان الى قرع طبول الاستفزازت القومية الفارسية والتركية لتعكير صفو الاجواء مابين جماهير المنطقة. ليس لجماهير كردستان اي اختلاف او مشكلة مع اي من الجماهير الاخرى في المنطقة. اذ تعد جماهير كدرستان نفسها داعماً وبمصير مشترك مع مجمل الجماهير العمالية والتحررية في المنطقة والعالم.
ندعوكم للتصدي للسياسات غير الانسانية لهاتين الحكومتين الفاشيتين واعلان دعمكم ومساندتكم لجماهير كردستان المضطهدة.
الحزب الشيوعي العمالي في كردستان
28 ايلول 2017