بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول
إجراء الإستفتاء في كوردستان العراق
والمناطق المتنازع عليها
حددت رئاسة إقليم كوردستان يوم 25 ايلول2017 كموعد لاجراء إستفتاء عام، في المناطق التابعة لإدارة حكومة الاقليم والمناطق المتنازع عليها بينها وبين الحكومة المركزية، حول سؤال واحد وهو: هل ينبغي ان يكون اقليم كوردستان دولة مستقلة ام لا ؟.
إن تأسيس الدولة العراقية كدولة قومية عربية، ومنذ البدء، قسم سكان العراق على اساس أثني وقومي مع ما رافق ذلك من مواصلة التمييز بحق السكان الناطقين باللغة الكردية والتركمانية والآثورية وغيرها. فممارسة الظلم القومي، تأجيج نار الكراهية القومية المتواصلة من قبل الحكومات القومية العربية المتعاقبة وقيام النظام البعثي الفاشي بابشع جرائم القمع والحرب والتصفيات الجماعية ضد الجماهير في كوردستان جعل التباعد والانقسام القومي بين الناطقين باللغة الكردية والعربية من السمات البارزة للمجتمع. لهذا السبب ولكون مصير مجتمع كوردستان السياسي كان معلقا طرح حزبنا سنة 1995 قرارا دعى فيه الى إجراء الاستفتاء في كوردستان والتصويت لصالح استقلال كوردستان لحل المسألة الكردية.
بعد حرب امريكا على العراق وإسقاط النظام البعثي سنة 2003، تم إعادة تنظيم الدولة في العراق على أسس الإنقسام القومي، الإثني والديني، وباسم “المكونات”، وتم ارساء النظام السياسي على اساس فيدرالي قومي وطائفي محاصصاتي. فهذا من جديد شدد الإنقسام القومي وعمق الهوة والتقابل القوميين في العراق اثر مساعي القوميين والاسلاميين من طرفي النزاع لنشر التعصب والحقد القومي وبالتالي فإنّ التعایش المشترك والخالي من المشاكل بين الجماهير الكردية والعربية في إطارعراق موحد بات يواجه مصاعب جدية. وبالتالي بقت المسألة القومية الكردية معضلة بحاجة الى الحل. ان “الحل”! الفيدرالي للمسألة لم يكن سوى المزيد من تشديدها.
إن عناصر إعادة انتاج المسألة حاليا هي بالاساس الصراع والنزاع بين البرجوازية القومية الكوردية وحكومتها واحزابها وتياراتها وبين الاحزاب والقوى الاسلامية والقومية الحاكمة في العراق، على تقاسم السلطة والثروات والاراضي فيما بينهم. استمرار هذا الصراع وكذلك المساعي الرجعية للقوى البرجوازية القومية والاسلامية على طرفي النزاع لنشر الحقد القومي وزرع روح العداء القومي بين الجماهير في كوردستان وبقية العراق وبالعكس هو الذي يعيد انتاج المسألة وان النظام الفيدرالي القومي والطائفي المحاصصاتي القائم كان ولا يزال التربة الخصبة التي ابقتها وادامت بها.
لا شك، على ضوء ذلك، إجراء إستفتاء حر حول الانفصال عن العراق و”إقامة دولة مستقلة” او البقاء ضمن العراق بحقوق متساوية هو حق من حقوق الجماهير في كوردستان العراق وهو آلية مناسبة كذلك لحل المسألة القومية الكوردية في الوقت الراهن “تحت إشراف المؤسسات الدولية الرسمية”. فكل هذا مثبّت في برنامج حزبنا الذي اقره مؤتمره الخامس سنة 2012.
إن النظام السياسي البرجوازي الاسلامي- الطائفي والقومي القائم وتحكم تيارات الاسلام السياسي الشيعي والسني والقوميين العرب بمقدرات الجماهير في العراق عامل وطرف اساسي في ادامة الشقاق والتباعد الموجود بين الطبقة العاملة والجماهير في كوردستان وعموم العراق. إن هذه التيارات لا تريد حلا للمسألة الكوردية عن طريق اجراء الاستفتاء واستقلال كوردستان اذ ان ذلك يمس امتيازاتهم البرجوازية القومية من جهة، ومن جهة اخرى، يُسقط احدى ادوات الحكم التي هي التفرقة القومية بين سكان العراق من ايديهم. كما، وان موقف هذه التيارات وغيرهم ضد اجراء الاستفتاء بذريعة الدفاع عن “قدسية وحدة اراضي العراق” ليست الا مساعي رجعية لنشر الحقد والتعصب القومي بين صفوف العمال والجماهير المحرومة في العراق وبالتالي لتشديد قبضة حكمهم على نفس هذه الجماهير.
هذا، وان نفوذ الافكار القومية العربية داخل اوساط كثيرة من السكان، بسبب عقود من سيطرة التيارات البرجوازية الشوفينية القومية العربية، يتطلب منا شن النضال المتواصل ضد نفوذ تلك الافكار والسعي لاقناع الجماهير للتحرر من آثارها.
ان مسعود البارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، يريد تطبيق استراتيجيته في تحقيق استقلال كوردستان وتشكيل الدولة البرجوازية القومية الكوردية المستقلة ويستخدم الاستفتاء الحالي كوسيلة، عاجلا او آجلا، لتحقيق هذا الهدف. كما وسيستخدم الاستفتاء الحالي كورقة ضغط ايضا في صراعه مع الدولة المركزية، دع جانبا، جني فوائد كثيرة اخرى منه فيما يخص تشديد قبضة حكمه على الجماهير الغاضبة في كوردستان.
كما، انه من الواضح بان البارزاني يلعب بهذه الورقة في اوضاع ما يسمى “مرحلة ما بعد داعش”، اي اوضاع اشتداد الصراع على اعادة تقيسم مناطق القوة والنفوذ، على صعيد منطقة الشرق الاوسط والعراق، بين القوى الامبريالية الكبرى وحلفائهم الاقليمية، وفي ظروف السياسية والعسكرية المتأزمة الحالية في العراق. هو لا يريد ان تفوت عليه فرصة توفرها له هذه الاوضاع وخاصة الاتجاه العام للسياسة الامريكية غير المعلىة لتقسيم المنطقة على اسس المذهبية والقومية منذ سنوات.
ان شريكه الرئيسي، الاتحاد الوطني الكوردستاني، في الفساد والحكم الاستبداي، يتحكم بمقدارات النصف الثاني لاقليم كوردستان وله مصالح مشتركة حيوية مع البارتي في اجراء الاستفتاء.
اننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي في الوقت الذي ندافع عن حق الجماهير في كوردستان العراق في الاستقلال وتشكيل الدولة المستقلة واجراء الاستفتاء نؤكد على النضال الاشتراكي الاممي والمصالح المشتركة للطبقة العاملة في عموم العراق من الناطقين باللغة العربية والكوردية والتركمانية والآثورية وغيرها.
كما ونعلن عن تضامننا الاممي الحازم مع الحزب الشيوعي العمالي في كوردستان وجماهير العمال والكادحين وجميع الشيوعيين في كوردستان في نضالهم ضد البرجوازية القومية الكوردية واحزابها الحاكمة في جميع ميادين النضال الطبقي.
هذا، ونؤكد على تصدينا لجميع القوى البرجوازية القومية والاسلامية العربية والتركمانية او غيرها التي تُنشر سُم الحقد القومي وتشدد التعصب القومي وتبني مواقفها على اسس المنطلقات القومية والاسلامية -القومية الرجعية تجاه موضوع الإستفتاء في كوردستان. كما، وفي الوقت ذاته، نقف بشدة ضد اي اعمال قمع وتهديد وممارسة التمييز من قبل السلطات والاحزاب الحاكمة في كوردستان ضد الاقليات القومية في الاقليم والمناطق المتنازع عليها او انتهاك حقوقها فيما يخص الاستفتاء.
ان حزبنا يؤكد على ان الاستفتاء حق من حقوق العمال والجماهير في كوردستان ونحترم راي الجماهير في كوردستان وندافع عنه مهما كانت نتجية الاستفتاء: استقلال او لا. يضاف الى ذلك نقف ضد جميع الافكار الشوفينية التي تروج بالضد من تمتع الجماهير بحق الانفصال واجراء الاستفتاء ونتصدى لمساعي القوى الاسلامية والقومية والحكومة المركزية لوضع العوائق امام اجراءه او الالتزام بنتائجه.
12 تموز 2017
Check Also
پێگەی ناسیونالیزمی کورد دوای هەڵبژاردنەکان و بەدیلی تر!!
عەبدوڵا مەحمود هەڵبژاردنی خولی شەشەمی پەرلەمانی کوردستان، کۆتایی هات. بەپێچەوانەی پیشبینی و بانگەشەی لایەنەکان کە …